Halaman

Sabtu, 10 Desember 2011

ابتغاء من فضل الله



بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى فى كتابه الكريم : "و أن ليس للانسان الا ما سعى و أن سعيه سوف يرى" (النجم : 39 )
الاسلام هو الدين الحق  قد أمر و حث على أمته بالسعي فى أمور الدنيا والأخرة . وليس من أمر الدين من حث كل حث في أمور الأخرة دون الاهتمام الى أمور الدنيا و منع على السعي و العمل فيه, كما زعم بعض الناس أن العمل الدنيوية مهين و مغفل عن طاعة الله, وقالوا أن الدنيا كالجثة و طالبها كلاب. و قالوا أن معنيها من عمل فى أمور الدنيا كالكلاب لأكلهم الجثة, فلا ينبغي للمسلم أن يعمل فيه.
 
واستدلوا أيضا أن ما زعموا هذا من صورة التوكل الى الله و أنهم من المتوكلين الحق ولم يرجوا أي طعام الا ما أنزل الله من السماء.    أفمثل هذه علمنا الدين الذى يعلو ولا يعلى عليه؟ كلا, فهذه ليس توكلا بل تواكل كما بين الشيخ محمود الجبر فى فرق المعنى بين التوكل و التواكل. فالتواكل هو لمن يمكث فى مقعده و ينتظر الأشياء الذي يحتاجه هو, و يتمنى أن يأتي ما يحتاجه بدون السعي فيه.

أما التوكل فقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم معناه الحقيقي في حديثه : عن عمر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :  " لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا و تروح بطانا" ( رواه الترميذي, أحمد, و ابن ماجة ) . فلو تأملنا حق تأمل في قوله صلى الله عليه وسلم لعرفنا منه أنه صلى الله عليه وسلم حث علينا لنسعى فى قضاء و طلب حاجاتنا الدنيوية  و أن نبتغي من فضل الله فى الأرض . فالطير لم يمكث فى غصن أو في فرع الأشجار ينتظر رزقا ينزل من السماء أو يتمنى أن يأتي اليه أحد يرزقه, بل الطير يسعى كل سعي مع التوكل واليقين أنه سيرزق و سيحصل شيءا من سعيه هذا , ومن علامة سعيه في طلب رزق أنها تغدو, فالغدوة بمعنى المشي صباحا مبكرا . فما بالنا نحن الانسان ذو عقل و قلب؟؟

فيا أيها المسلمون اسعوا في أمور ءاخرتكم ولا تنسوا نصيبكم من الدنيا! واعلموا أن الله يعطى ثوابا لمن يبتغى رزقا حلالا و جعله ممن كان في سبيل الله  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ان كان خرج يسعى على ولده صغارا فهو في سبيل الله , و ان كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله , و ان كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو فى سبيل الله ( رواه الطبراني )

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لأن يحتطب أحدكم جزمة على ظهره خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه" (رواه البخاري)  و معنى الحديث أن الاحتطاب اي أخذ الحطاب و جمعها ثم بيعها وهذا من أسفل الأعمال و أقلها ثمانا خير من أن نسأل الأخرين , فالاسلام الدين الكريم أمرنا بالتعفف و جعل أمته من الكرماء و الأعزاء و لم يجعلنا من الكسلاء الرذلاء والسفلاء قال تعالى: "ولله العزة و لرسوله و للمؤمنين و لكن المنافقين لا يعلمون" ( المنافقين : 8 )
 
وكذالك الأنبياء عليهم الصلاة و السلام يعملون و يسترزقون على أنفسهم وأزواجهم و أولادهم بعمل يدهم, مع كونهم أكرم البشر و أعظمهم درجات عند الله, و منهم من يكون نجارا, عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "كان زكريا عليه السلام نجارا" (رواه المسلم) و روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "أن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده" (رواه البخاري) وقال أيضا "ما من نبي الا ورعى الغنم " فهذا أنبياء الله و رسله أقرب عند الله منزلة قدوة لنا و أسوة " لقد كان لكم في رسولالله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الأخر" فنقتدى بهم ولا نتبع أهواء الذين لا يعلمون. ديننا لم يكن أبدا يدعونا الى التوقف عن العمل و الشغل و البحث عن رزق الحلال, فنجعل عملنا و شغلنا الدنيوية قربة و الوسيلة الى الله.

يقول الشاعر :
ولا ترغبن في العجز يوماً عن الطلب
توكل على الرحمن في الأمر كله
وهُزِّي إليك الجذع يسَّاقط الرطب؟
ألم تر أن الله قـال لمــريم:
جنته، ولكن كــل شيء له سبب
ولو شاء أن تجنيه من غير هزة

والله أعلم 
الكاتب: نور فيض بركاسا


Tidak ada komentar:

Posting Komentar